اوزگند
أوزْگَنْد، أو أوزکند، يوزكند، أوزجند، من بلاد ماوراء النهر علی حدود فرغانة شرقاً، وتسمى اليوم أوزگِين، وهي مدينة وقاعدة لمحافظة بنفس الاسم في منطقة أوش (GSE، مادة أوزغن).
كانت هذه المدينة في منطقة خضراء، خصبة عامرة تضم قرى فسیحة (ابن حوقل، 2 / 514؛ لسترنج، 509)، وكانت أهم مدن فرغانة بعد اخسيكت (عاصمة فرغانة) وقبا وأوش. فیها قلعة وربض (ابن حوقل، ن.ص؛ المقدسي، 271). كان نهر چاچ أو سيحون ينبع من أوزکند (الإصطخري، 264؛ بکران، 49؛ ظ: بارتولد، ترکستان نامه، 1 / 354). وکذلک یجري فیها نهر تباغر (یباغو) ونهر برسخان الذي يفصل أوزگند عن وادي نارين (حدود العالم، 113؛ أیضاً ظ: مینورسکي، 72-73,116,288).
اكتسبت أوزگند أهمية كبيرة في العهد الأول من حکم القراخانیة (الإيلك خانية) باعتبارها عاصمة ماوراء النهر، وأصبحت منذ ذلك الحين مقر الحكام المحليين (بارتولد، ن.م، 1 / 355؛ گزیده، 53). وعندما دخل إيلك خان نصر بن علي في 389ه / 999م، مدینة بخارس اعتقل أفراد الأسرة السامانية وأرسلهم إلى أوزگند (العتبي، 184؛ منهاج، 1 / 216). وفي حدود سنة 407ه / 1016م نشب قتال في أوزگند، بين أفراد الأسرة القراخانية، أرسلان خان (شقيق إيلك خان) من جهة وطغان خان (الأخ الأكبر لإيلك على مايبدو) أو قدرخان يوسف، صاحب كاشغر من جهة أخرى، وقد أقر الصلح بينهما أخيراً بوساطة خوارزم شاه مأمون (البیهقي، 914-915؛ أیضاً ظ: بارتولد، ترکستان نامه، 1 / 584).
زحف ملكشاه السلجوقي إلى أوزگند مرتین في 481و482ه
خلال هجماته على ماوراء النهر (ظهیر الدین، 31؛ الراوندي، 130؛ ابن الأثیر، 10 / 172). ولكن فرغانة وولايات ماوراء النهر الأخرى أصبحت تابعة لگورخان القراختائي بعد 536ه / 1141م.
استناداً إلى رواية ابن الأثير (12 / 259، 267)، هاجم السلطان محمد خوارزمشاه بلاد ماوراء النهر حتی بلغ أوزکند. ثم ولى من جانبه نواباً على تلك النواحي وعاد إلى خوارزم (م.ن، 12 / 266-269؛ بارتولد، ن.ص). وهناك روايات تفيد بأن أوزکند و بعض المدن الأخرى سقطت في قبضة گورخان القراختائي بعد عودة محمد خوارزمشاه من ماوراء النهر (م.ن، ترکستان نامه، 2 / 758، 763-764).
وفي عهد سيطرة المغول على ماوراء النهر، كانت فرغانة جزءاً من حكم أسرة جغتاي، ولكنها كانت تتمتع بعائلة مالكة خاصة بها تقيم في أوزگند كأسلافها (م.ن، گزیده، ن.ص). وقد منح منگوقاآن (حك 649-658 / 1251-1260م)، أوزگند إلى أحد أبناء أرسلان خان، حاكم قارلوقان (الجویني، 1 / 58؛ قا: بارتولد، ن.ص). استناداً إلى رواية وصّاف (ص 67)، فقد جلس براق خان، من سلالة جغتاي في 663ه / 1265م على عرش الحکم في أوزگند.
وقد ورد اسم أوزگند في مصادر العهد التيموري خلال سرد هجوم تيمور على ماوراء النهر (نظام الدین، 70، 72؛ شرف الدین، 31، 325، 334). كما أشار ظهير الدين محمد بابر في مذكراته إلی أوزگند لمرات عديدة، ووصف بعض نزاعاته مع المعارضين في هذه المدينة، ومنهم أحمد تنبل المغولي بين سنوات 905- 908ه / 1500-1502م (ص I / 103,105,108-109).
وقد تبقت في أوزگين الحالية بعض الآثار القديمة التي يعود تاريخها إلى القرن 6- 8ه / 12-14م. وبالإضافة إلى عدد كبير من القبور وشواهد القبور، فقد تبقت أيضاً معالم منها: واجهة باب مسجد ومدفن یعلوه نقش مؤرخ سنة 588ه / 1192م. ويوجد إلى جواره، مرقد آخر تعلوه مئذنة يبلغ ارتفاعها مایقرب 20 متراً ويـروي أهالـي أوزگيـن بشأنهـا روايـات تشوبهـا الأساطيـر (ظ: بارتولد، گزیده، 55). وبالإضافة إلى كل ذلك، فقد تم في أوزگين اكتشاف نماذج من الفخاريات المنقوشة المطلیة بالزجاج وغير المطلية تعود إلى القرن 4 إلى 6ه / 10 إلى 12م وتحف بلورية تعود إلى القرون الوسطى (GSE، ن.ص).
المصادر
ابن الأثیر، الکامل؛ ابن حوقل، محمد، صورة الأرض، تق : کرامرس، لیدن، 1939م؛ ابن خردادبه، عبید الله، تق : ديخویه، لیدن، 1889م؛ الإصطخري، إبراهیم، مسالک وممالک، تج : فارسیة قدیمة، تق : إیرج أفشار، طهران، 1368ش؛ بارتولد، و. و.، ترکستان نامه، تج : کریم کشاورز، طهران، 1352ش؛ م.ن، گزیدۀ مقالات تحقیقي، تج : کریم کشاورز، طهران، 1358ش؛ بکران، محمد، جهان نامه، تق : محمد أمین ریاحي، طهران، 1342ش؛ البیهقي، أبو الفضل، تاریخ، تق : علي أکبر فیاض، مشهد، 1356ش؛ الجویني، عطاملک، تاریخ جهانگشای، تق : محمد قزویني، لیدن، 1329ه / 1911م؛ حدود العالم، تق : منوچهرستوده، طهران، 1362ش؛ الراوندي، محمد، راحة الصدور، تق : محمد إقبال، طهران، 1333ش؛ شرف الدین علي الیزدي، ظفرنامه، تق : عصـام الدیـن أورنبایـف، طشقنـد، 1972م؛ ظهیر الدیـن النیشابـوري، سلجوق نامه، طهـران، 1332ش؛ العتبي، محمـد، تاریـخ یمینـي، تج : ناصح جرفادقاني، تق : جعفر شعار، طهران، 1345ش؛ لسترنج، گ.، جغرافیاي تاریخي سرزمینهای خلافت شرقي، تج : محمود عرفان، طهران، 1337ش؛ المقدسي، محمد، أحسن التقاسیم، تق : ديخویه، لیدن، 1906م؛ منهاج سراج، طبقات ناصري، تق : عبد الحي حبیبي، طهران، 1363ش؛ نظام الدین الشامي، ظفرنامه، تق : فلیکس تاور، بیروت، 1937م؛ وصّاف، تاریخ، بومباي، 1269ه ؛ یاقوت، البلدان؛ وأیضاً: